| 0 التعليقات |

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010


جميلة تلك الشجرة المملوئه بالاوراق الخضراء التي تكسوها من كل جانب من تحت الثمار ومن فوقها تغطي كل أغصانها لتحنو عليها وتحميها من حرارة الشمس وبرودة الليل .
جميلة تلك الشجرة القوية بجدورها المغروسه تحت الارض التي طالما تتسم بالحنان فهي تبحث عن الماء لتكون هي الساقي للثمار والاوراق لتبقى برونقها وبلونها الأخصر الجميل طوال الوقت .

فدعونا نبحر بين الاعصان والاوراق لنصل إلى القصه الحزينه التي نعيشها نحن في كل يوم بواقعنا المؤلم المحتوم بتصوير تلك الاشجار التي تنحدر جميع وريقاتها على الارض في فصل الخريف .


أشجار وأشجار قد سقطت أوراقها في فصل قد سميّ فصل الخريف ..
فصل من الفصول الاربعه والتي طالما كان بعضها جميل كفصل الربيع الذي تتفتح فيه الازهار وتنمو فيه الاشجار الكبيره نمو متواصل بلا توقف كما لو أن طفلاً قد أنولد في يوم جديد لينمو يوماً بعد يوم ليصبح رجلاً يوماً ما ليخوض معنى الحياة الجميله بفصولها الاربعه يتذوق حلاوتهاا بالربيع ويعيش مأساتها بحر الصيف ويختبأ من قسوتهاا ببرودة الشتاء الذي يكون قاسي ولكنه يبقى جميل المظهر كما الحياة التي لاتحلو إلا بقساوتهاا .

ليصل فصل الخريف .. الفصل الذي تسقط فيه الوريقاة واحدةً تتلوها الاخرى لتغيب عنا ويغيب جمالها بعد ما كانت بتلك الشجره الكائنه في تلك الحديقه كما لو أن سقوطها وغيابها يتمثل في غياب ذاك الطفل الذي أنولد في فصل الربيع ليموت في فصل الخريف تاركاً ورائه ماضي جميل بذكريات جميله ..
كم من ورقه قد سقطت من أشجار حياتنا وقد خلفت في قلوبنا أثراً كبير لا تزال العين غارقةً في بحر دموعهاا على تلك الورقه .. ورقةً ً قد كانت يوماً ما أباً أو أم أو اخ او اخت أو صديق فكلهم احبابنا الذين عاشوا معنا في شجرة كانت تلمنا بأغصانها بكل حنان كما تلم الاعراق مابين الجدور إلى الاغصان ..
فأن كانت هذه الورقه التي سقطت أم لأحد فينا ! فوا أسفي لهذه الدنيا التي تقسى وتقسى علينا ولا تدري بأن لا بقاء لنا فيها بعد فقدها فليس هناك فرحه مكتمله بدون الام ولا عيد يسعُد فيه الاطفال بدونها وأن كان الغياب غياب حقيقي مقدر فالصبر وأن كان محتوم على الفاقد إلا أنه يبقى عصيب متحجر كأحجار الجبال الشامخه ليأتي يوم وتنهد فيه تلك الاحجار والصخور لفقدها الشمس التي تضيئ سماءها .. فهي ليست بمجرد ورقة تسقط كباقي الاوراق .. بل هي شجرة بأكملها إن ماتت ! ؟ ماتت الثمال التي فيها .

فكل شجرة تمثل عائلةً ً و أسرة مترابطة الاغصان في مابينهاا لتعيش في تلك الحديقة أو تلك الحياة الغريبه التي كلما تقدم بنا المطاف تسقط تلك الاوراق بلا توقف لتدفن تحت الارض .. فبهذه الذكرى أنرسمت لتو صورةًً طالما نرهاا في فصل الخريف بتساقط الاوراق تحت الشجر ليأتي من يدوس عليها لتدفن تلك الجميله بجمالها ويبقى عبيرهاا ممزوج بتلك التربه الخصبه لتفوح لنا بالذكريات التي مضت إلا أن ذكرها يصعب على النفس تقبلها بعد الرحيل من شدة الالم الذي خلفته من رحيها وحينما ننظر إلى مكان تلك الورقه فلا نرى إلى صوراً وأحداث من الماضي الذي لا يُنسى .. فهي حقاً وكما كان مقدر لها أن تكون في التراب ولكن يبقى محلها الطبيعي الحقيقي في نفوس محبيها لما خلفت في نفوسهم يوماً ما بوجودهاا فرحة وسعادة
فكل هذا قدر نعيش لنترقب وصوله المفاجأ كل لحظة في حياتنا فهو قدر الله المكتوب لكل ورقة أن يأتي عليها فصل الخريف لتسقط كما سقطة من قبلها أوراقُ وأوراق ..

2/12/2010 في أواخر سنة الحزن
...read more ⇒
| 0 التعليقات |

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010


حار فكري فيكَ سيدي إلى متى سكوت
وقـد بانت لنـا ليالي الظيم في سبوت
لـم نجهل الحق حقـاً أنمـا
كان جهل الفعل بالحق يموت
إلى متى سكوت ..
وسيوف الغدر خضبت هامت الاسلام
وجعجع القوم بالهول من وقع الغلام
فهو قد عم فساداً رامياً كُثر السهام
ثعلبُ الفُسقِ ينادي ولهو صار السلام
فسقهُ شل عقولاً كانت الصبح قوام
وغدت ليلاً من الذنبِ تنام
تنام ! وكيف تنام ؟!
وصغار القوم ياللعار جهراً حكومنا
شردونا قتلونا ذبحونا دنسوا الاسلام والقران
فإلى متى سكوت ياسيدي وإلى متى
مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى،
مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى،
مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى،
اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَاَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَقَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً"
وَاَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً
؟
من الكتابات القديمه لعام 2008
...read more ⇒
| 0 التعليقات |

الأحد، 15 أغسطس 2010

في زمنٍ أصبحت النفوس الأمارة بالسوء هي من تحرك عقول الناس ، وتترجم تفكيرهم الخاطئ إلى أفعال سيئة تسقط بهم إلى الدرك الاسفل فالاسفل بلا توقف ..ويصبح الخير كالشر والشر كالخير ولا فرق بينهما ،قال تعالى ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)) .. فبعدما كان الناس يعبدون الخالق سبحانه ..يقدسونه ..ويوحدونه ..تراهم اليوم يعبدون جرثومة فساد منتشرة وهي تلك النفس الامارة بالسوء والتي أكلت الاخضر واليابس الحي والميت .. وبينما كان صوت الأذان يعلو معلنا ً وقت الصلاة والعبادة يعلو الآن صوت الغناء معلناً وقت الفجور والفحشاء .. كل هذا ...؟؟!! ونحن صامتون بإنتظارالفرج وكيف يأتي الفرج بدون الدعاء والعمل ..؟؟!!.. فعجباً لابن آدم !!
أننتظر الخلاص في ظل نفوسنا العاصية لله سبحانه ..؟!
في ظل نكران الحق لصاحبه ..؟؟!!
وفي ظل إثبات وجود الذات الحية الصالحة فينا وتفعيلها بالعبادة والعمل ؟!

كل هذا ونحن نعلم من الخالق ومن المخلوق ومن الظالم ومن المظلوم ونرضى أن نعيش في بؤرة فسادٍ عميقة لا نسعى للخروج منها بل تكون أصبعنا على افواهنا لكي نرضى بالسكون و لكي نعيش فقط كالخراف بلا عقول يحركها الراعي أين ما أراد ووقت ما أختار أحد منا لينحره نكون راضخين للممات .. ونسمي أنفسنا بمظلوميين !
أي ظلم هذا ؟! ونحن ندري بأن أنفسنا هي من تظلم وتجور وتزج بنا إلى الهاوية ..
(( إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي )) .. نشتكي دوما من مشاكلنا لحلها , وزلاتنا لنتوب عنها ,وهذا عين الصواب .. ولكن وجودنا في هذه الحياة الزائلة تجبرنا بأن نتخطى كل هذه الخطايا والزلات ..نعمل للناس ومع الناس ونخدمهم لا أن نحصر العبادة في صلاة وصيام وزكاة ..نسعى لحصد الأجر والثواب .. فالعبادة الحقيقية لله هي العمل الجاد لإصلاح الأمة ،و لا يتحقق الإصلاح في الأمة بنفوس أمارةٍ بالسوء تأكل لحوم أخوانها في الله ,وتشرب من دمائهم ليلاً نهارا بالغيبة والنميمة .. إصلاح النفوس قبل إصلاح حطام المنازل .. فلا خير في منزلٍ يسود فيه عصيان الخالق في رضى المخلوق ولا خير في دارٍ كتب على حائطها (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ونحن نعبد ونستعين بشياطين النفس و التي صارت اليوم هي المعبود والعياذ بالله وجعلناها مصدراً للرزق والخير والصلاح لنا دون الله سبحانه ..
فلا غنا عنك ياربي فمهدنا الأرض والرمال , ولحدنا الأرض والرمال ((وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَام))..
2010-8-1 في أواخر شعبان
...read more ⇒
| 0 التعليقات |

الخميس، 22 أبريل 2010


كان يوماً حار والشمس ملتهبه في وسط السماء من تحتها غيوم متناثره لاحول لها ولا قوه تحت تلك الشمس القاسيه التي بخرت ماء البحر المالح فجعلتهُ يشتكي قسوتها عليه فكان يرجو غيابها في ذلك اليوم ليأتي الليل بحلو برودتهِ وبجمال نجومه وبنور قمره الساطع ولكن بعكس سطوع تلك الشمس الملتهبه ..
كنت جالساً وقد أخد الضجرُ والملل مني مأخدهُ خلف مكتبتي أراقب أوراقي وأتصفحُها يميناً وشمالا. أتصفح فيها الذكريات السعيده منها والحزينه فيتملكُني الشوق لو أن الزمان يعود لبرهه فأعيشُ تلك الذكريات بما فيها من أشخاص قد تعايشت معهم طوال تلك السنين .
فغدى كل فردا منهم لحاله لتأسيس حياته من جديد وبالشكل الذي رسمه هو لنفسه وتمناه لنفسه. فكل فرد منا في هذه الحياة يسعى ويشقى في عمله بجد للوصول لمبتغاه الرئيسي والذي بلاشك يرفعه شأنا بين الناس والمجتمع ككل كعضو فعال في مجتمعه . فالعمل الدؤب لوجه الله فيه توفيق ومنفعه لنا قبل الناس وفيه خير لكل جيل يأتي من بعدنا .. فكما أستنفعنا من أنجازات أبائنا بجدهم وصبرهم للوصول الحقيقي لمعنى الوجود كذلك سوف ينتفع أبناءنا من ذالك ..
بقيت على حالي أتصفح الأوراق والتي قسى عليها الدهر أرفع أحِداها لأمسح عنها الغُبار وأجرد الثانيه من بين الكتب لفتت في ناظري ورقه من بين تلك الأوراق فنتابني فضول لأقراءة محتواها .. فكانت رسالة من أحد الأخوه الأعزاء وكان يدرس في بيروت أرض الجمال..
يقول فيها بختصار لقد كنت عازماً على البقاء أكثر في بيروت لإكمال دراستي ولكن حال أبي قد سائت كثيراً فعزمت على الرجوع قريباً يا أخي .. فهل لا ساعدتني في ذالك فالحال هذه الإيام أصعب مما تتصور .. أحتاج بعض النقود يا أخي العزيز لكي أرجع للديار في أقرب فرصه فأكن لك من الشاكرين وأنت كفؤً لذلك .. إلى هنا وأنتهت الرساله فما كانت إلا ساعات قليله فأرسلة له ماكان يريد ..
كثيره هي الاوراق كثيره هي الكتب والرسائل وفكلها تحمل ذكريات .. من بينها كان كتاب أسمه (الرجل الأبيض) للكاتب جوزيف ساسكو الروسي الأصل والذي كان يتحدث بشكل مباشر عن بياض قلب الرجل وتفاعله مع الحياة العمليه والعلميه و كيف يكون الرجل عاطفيا بمعنى أن الرجل العاطفي يجب أن يحدر من هذه العاطفه وتوظيفها في محلها الصحيح المباشر لا أن يوظفها في محل قد تسيئ له في المستقبل فالعاطفه نعمه قد انعم الله بها علينا جميعاً ويجب أن نعرف كيف نتعامل معها بشكل صحيح ..
في هذه الإثناء وأنا أتصفح ذكريات هذا الكتاب رن جرس المنزل فهرعت لأرى من وراء الباب ففتحت الباب فأصابتني الدهشه. فقد كان صديقي الصدوق منصور أحمد بعد تحية الإشتياق والسلام دعوته للدخول إلى المنزل .. فجلسنا بجنب تلك الكومه من الاوراق المبعثره على المكتب فرأى منصور ذلك المنظر فضحك وقال ما هذه الأوراق يا أباحسن أظن ورائها ذكريات كثيره أليس كذلك .. فضحكت بدوري وأجبته بلا ياصديق الدرب فأنت موجود بين تلك الاوراق والرسائل ولك بصمات حقيقيه وجميله في معضمها فدعنا نبحر ونغوص في ماضينا الجميل يا أبا أحمد . جلسنا نقلب الأوراق ونتذكر ماضاً بعيد قد جمعنا مع كل الأحبه والأصدقاء في أوقات مفرحه وأوقات حزينه. فكانت كل ورقه نرفعها ترتسم في محيانا حالها حزين كان أم مفرح ولكن تبقى ذكرى قد عشناها في هذا العالم المليئ بالأحداث .. الخلاصه .. أن الزمن يتغير مع مرور عقارب الساعه من اليسار إلى اليمين بدون توقف فنكبر وتكبر فينا الأيام ولكن الجميل أن ماكتب على الورق يبقى محفوظ في الورق وأن تغير الزمان والمكان. فماضينا جميل إذا دوناه في قلوبنا قبل الأوراق لكي تقرأه تلك الأجيال القادمه فتعرف من نحن وكيف كنا وكيف أصبحنا فقط بتدوين ماضينا الحزين السعيد والذي يحتوي على عبر ودروس كثيره يستفاد منها ..
فكلها ذكريات قد عشناها ونفتخر بما فيها من صعود ونزول نجاح وفشل فأنا اليوم جالسا بين أوراقي وغدا بلا شك سوف يجلس أبني بينها ليرى كيف كان أبيه وكيف كان ماضيه ..

2010-4-21
أول يوم في السكن الجديد- الهند
...read more ⇒
| 0 التعليقات |

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

فسلاماً لكِ يا أمي !


جلست وحيدا كعادتي في المساء محتارً في أمري واضعا يداي على خدي أحمل في جعبتي حزنا عميق
والهم قد سامرني وحيداً فريداً بالقرب من جدار الدار اتذكر ماضيه واترقب حاضره الاتي...
أٌناظرهُ واشكو لهُ وجعي وادمع الأماقي على وجنتاي الحزينه لعله يخفف من لوعتي التي في أحشائي ولكني في هذه المره بدأت اشكو لهُ ضياعي وفقداني عمدي وسندي وريحانة أشتياقي ولهفتي عند عودتي لدياري من سفري وترحالي..
فاخاطبها بلوعة وحزن يمزق احشائي فاقول لها:
يا أيتها الدار أتعلمين بما يحرق مهجتي ويثير لوعتي ويكوي كل دموعي ويجعلني طريح الإمنيات التي صارت سراب.. أتعلمين من ذا الذي رحل تاركاً ثقل الزمان ثقل المكان تاركاً في قلبي لوعة الحرمان وثقل الاهات والاحزان بعد ماكنت سعيدا بقربها مني حتى عندما كنت في غربتي اسمع صوتها وتسمعني وترى مكاني المظلم فتأتي أليّ من بعيد لترويني سعادهً وتشعل نورها عليّ في ظلمتي في غربتي .. أرجع مسرعاً إليها بشوق وصمت دفين فتحفظني بكفيها وتضمني بكل مافيها من حنان وأمان فتجري دمعاتها الساخنه لشدة شوقها لي فأحس بأن الدنيا هي وأنا الله منها يرعاني
فتشكو لي كم تعبت من الإنتظار...
يالحيرتي فهي أمي وما أدراك ماهي أمي !
كم تمنيتُ أن تحمل بكفيها الحانيه الرحيمه أول أبنائي لتقول لي سمهِ بسم الله وبالاحسانِ الحسن..
حريٌ بي أن أحزن ليلة زفافي بفقدانِها وتحمّرُ الأعُين من الدموع اليتيمه التي تخجل الناظر إليها فيه حيرا..
حريٌ بي أن أكون يتيم المكان فأنا أجالسك ياداري فنور ضيائك قد فارقني وجعل صباحي ليلا حزينا تواسيه محطم الامنيات وتمسح ادمعه زقزقات الطيور في وضح النهار..
سامحني أبي !
هذا هو حالي بعد فقدانها فماحالك
ياابتي ؟!
فأنا احترقُ وتُثار لوعتي عندما أجدُك تائها وحيدا والسُقم قد أخد مأخدهُ منك فلا تجدُ من يخفف آلمك واهاتك عندما كان لك خير جليس فقد ذهب الانيس ولم يبقى سوى عصفورا جميل تتسلى به وتناغيه في صباحك ومسائك فيفتح لك جناحيهِ مرفرفاً وكأنما ينوي العناق ليوحي لك انهُ مازال هناك حورية جميله في الدار باقيه فهي الشمعه المضيئه بل هي الحوراء الانسيه ننظر في عينيها عين ما فقدناه وقلب مافقدناه فهي الورده الباقيه من شذى الراحله السعيده لجوار المتعال الجبار خالق كل شي ومقدر كل شي ولإعتراض في حكم الله ..
وهذا هو سندُك الاكبر الذي كان مخلصا لأمهِ طوال تلك السنين الصعاب التي كانت تقاسيها مع من تحب يحمِلٌها على كفيه يخشى عليها فيحميها بعينه التي قل ما نامت بهدوء وسكينه.. كم من مرةً بكى لعذاب ألامها وهو لا يدري أين السبيل فقد كان الصبور فينا والحاني علينا ففي كريمته السوداء هم كبير وألغازُ يعجزُ المرء من فك محتواها ورموزها ..
حينها تنحنح جدار الدار ليبدأ بالكلام بنبراتً حزينه قائلا : ولكن يفجعني حال ذاك الصغير !
ذاك الذي لم يعي معنى الرحيل الإبدي فهو لم ينهل من الأمِ إلا القليل القليل أراهُ مهرولاً مرحاً بين أحشائي يبتسم لي وكأنما ملامحُ وجههِ الطفولي العذب تقول بلسان حالهِ لا يغُرك تبسمي وفرحي فأنا أبحث عن ضالتي فأين خلفتموها ؟ أين تركتموها ؟ تروني صامتا عاجزاً عن التعبير ولكني أنا القتيل الصريع وبداخلي أسألةً لا أجد لها جواب يشفي غليلي .
اتنهد بقوه وأمشي الهوينا أذهب مغمضاً عيني إلى منامِها أفتح عيني لعلي أجدها لتضمني لمره فأحس بها جنبي ولكن دون جدوى لا أرى الا طيفها الحاني بين وجداني ووجدان أخوتي وأبي.
أصبح نهاري وليلي بكاءٌ وصريخ فلا يسمعون ولا يعون بأني صغير في هذا الدنيا التي أخدة اعز ما أملك لنفسي
لماذا يا ترى ؟ ولما أنا ؟ وما جرمي وجريرتي ؟
فأقول لربي بما تعلمته من أمي من كلام فاطمة الزهراء (ع)...
الحمد لله على ما أنعم ، و له الشكر على ما ألهم ، و الثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتدأها ، و سبوغ آلاء أسداها ، و تمام منن أولاها ، جم عن الإحصاء عددها ، و نأى عن الجزاء أمدها ، و تفاوت عن الإدراك أبدها ، و ندبهم لاستزادتها بالشكر لاتصالها ، و استحمد إلى الخلائق بإجزالها ، و ثنى بالندب إلى أمثالها .. فأنت ربي تأخد وتعطي ومن غيرك مالك الملك تحيي وتميت وأنت على كل شيأ قدير فحمني وأجعلني خير الصغير الطائع لأبيه وأخوته...
عندها توقفت الدار عن الكلام وتركني فنويتُ الرحيل..
صرت أتمشى وفي مخيلتي ماضاً جميل قد عشناهُ سويه نلعب ونلهو بجنبها جناحها تخاف علينا من لهب شمس النهار وبرودة الليل القارص تتطعمُنا وتأوينا تخفف من احزاننِا وتواسينا تمسح بيدها على رؤسنا ولم ندري بأن الزمن سيحول يوم بيننا وبينها للفراق فليس هناك من أحد في هذا الوجود يملئ مكانها الجميل
بعين الله يا أمي ففي قلبي دائما أنكِ لم ترحلي فأنتي في قلبي وقلب كل من أحببتي وبعين من واليتي تأنسين بجوارهم جزائاً لخدمتك لهم في دنياك الزائله بكل أخلاص فقد تعلمنا منكٍ خدمتهم وولائهم أهل البيت بكل ما فينا ..
فكم كنتِ متصله بهم بروحكٍ وجسدك طوال حياتك وكانوا قريبين منكٍ في كل وقت تستغيثين بهم فيجيبون فلا شك عندي بأنكِ معهمُ ترثين أحزانهم وتنشدين أفراحهم بصوتكِ الولائي الجميل ..
فسلاما لهم أرواحنا لمقدهم الفداء وعلى نهجك ياأمي الحنون نخدمهم ونواليهم فهم النجاة وهم الحق ومنهم الصراط المستقيم ومن تقيد وآمن بهم نجا من ناراً حميم
فسلاما لـك أمي ما حييت..
1/2/2010 من وحي قلمي الحزين
...read more ⇒