كان يوماً حار والشمس ملتهبه في وسط السماء من تحتها غيوم متناثره لاحول لها ولا قوه تحت تلك الشمس القاسيه التي بخرت ماء البحر المالح فجعلتهُ يشتكي قسوتها عليه فكان يرجو غيابها في ذلك اليوم ليأتي الليل بحلو برودتهِ وبجمال نجومه وبنور قمره الساطع ولكن بعكس سطوع تلك الشمس الملتهبه ..
كنت جالساً وقد أخد الضجرُ والملل مني مأخدهُ خلف مكتبتي أراقب أوراقي وأتصفحُها يميناً وشمالا. أتصفح فيها الذكريات السعيده منها والحزينه فيتملكُني الشوق لو أن الزمان يعود لبرهه فأعيشُ تلك الذكريات بما فيها من أشخاص قد تعايشت معهم طوال تلك السنين .
فغدى كل فردا منهم لحاله لتأسيس حياته من جديد وبالشكل الذي رسمه هو لنفسه وتمناه لنفسه. فكل فرد منا في هذه الحياة يسعى ويشقى في عمله بجد للوصول لمبتغاه الرئيسي والذي بلاشك يرفعه شأنا بين الناس والمجتمع ككل كعضو فعال في مجتمعه . فالعمل الدؤب لوجه الله فيه توفيق ومنفعه لنا قبل الناس وفيه خير لكل جيل يأتي من بعدنا .. فكما أستنفعنا من أنجازات أبائنا بجدهم وصبرهم للوصول الحقيقي لمعنى الوجود كذلك سوف ينتفع أبناءنا من ذالك ..
بقيت على حالي أتصفح الأوراق والتي قسى عليها الدهر أرفع أحِداها لأمسح عنها الغُبار وأجرد الثانيه من بين الكتب لفتت في ناظري ورقه من بين تلك الأوراق فنتابني فضول لأقراءة محتواها .. فكانت رسالة من أحد الأخوه الأعزاء وكان يدرس في بيروت أرض الجمال..
يقول فيها بختصار لقد كنت عازماً على البقاء أكثر في بيروت لإكمال دراستي ولكن حال أبي قد سائت كثيراً فعزمت على الرجوع قريباً يا أخي .. فهل لا ساعدتني في ذالك فالحال هذه الإيام أصعب مما تتصور .. أحتاج بعض النقود يا أخي العزيز لكي أرجع للديار في أقرب فرصه فأكن لك من الشاكرين وأنت كفؤً لذلك .. إلى هنا وأنتهت الرساله فما كانت إلا ساعات قليله فأرسلة له ماكان يريد ..
كثيره هي الاوراق كثيره هي الكتب والرسائل وفكلها تحمل ذكريات .. من بينها كان كتاب أسمه (الرجل الأبيض) للكاتب جوزيف ساسكو الروسي الأصل والذي كان يتحدث بشكل مباشر عن بياض قلب الرجل وتفاعله مع الحياة العمليه والعلميه و كيف يكون الرجل عاطفيا بمعنى أن الرجل العاطفي يجب أن يحدر من هذه العاطفه وتوظيفها في محلها الصحيح المباشر لا أن يوظفها في محل قد تسيئ له في المستقبل فالعاطفه نعمه قد انعم الله بها علينا جميعاً ويجب أن نعرف كيف نتعامل معها بشكل صحيح ..
في هذه الإثناء وأنا أتصفح ذكريات هذا الكتاب رن جرس المنزل فهرعت لأرى من وراء الباب ففتحت الباب فأصابتني الدهشه. فقد كان صديقي الصدوق منصور أحمد بعد تحية الإشتياق والسلام دعوته للدخول إلى المنزل .. فجلسنا بجنب تلك الكومه من الاوراق المبعثره على المكتب فرأى منصور ذلك المنظر فضحك وقال ما هذه الأوراق يا أباحسن أظن ورائها ذكريات كثيره أليس كذلك .. فضحكت بدوري وأجبته بلا ياصديق الدرب فأنت موجود بين تلك الاوراق والرسائل ولك بصمات حقيقيه وجميله في معضمها فدعنا نبحر ونغوص في ماضينا الجميل يا أبا أحمد . جلسنا نقلب الأوراق ونتذكر ماضاً بعيد قد جمعنا مع كل الأحبه والأصدقاء في أوقات مفرحه وأوقات حزينه. فكانت كل ورقه نرفعها ترتسم في محيانا حالها حزين كان أم مفرح ولكن تبقى ذكرى قد عشناها في هذا العالم المليئ بالأحداث .. الخلاصه .. أن الزمن يتغير مع مرور عقارب الساعه من اليسار إلى اليمين بدون توقف فنكبر وتكبر فينا الأيام ولكن الجميل أن ماكتب على الورق يبقى محفوظ في الورق وأن تغير الزمان والمكان. فماضينا جميل إذا دوناه في قلوبنا قبل الأوراق لكي تقرأه تلك الأجيال القادمه فتعرف من نحن وكيف كنا وكيف أصبحنا فقط بتدوين ماضينا الحزين السعيد والذي يحتوي على عبر ودروس كثيره يستفاد منها ..
فكلها ذكريات قد عشناها ونفتخر بما فيها من صعود ونزول نجاح وفشل فأنا اليوم جالسا بين أوراقي وغدا بلا شك سوف يجلس أبني بينها ليرى كيف كان أبيه وكيف كان ماضيه ..
2010-4-21
كنت جالساً وقد أخد الضجرُ والملل مني مأخدهُ خلف مكتبتي أراقب أوراقي وأتصفحُها يميناً وشمالا. أتصفح فيها الذكريات السعيده منها والحزينه فيتملكُني الشوق لو أن الزمان يعود لبرهه فأعيشُ تلك الذكريات بما فيها من أشخاص قد تعايشت معهم طوال تلك السنين .
فغدى كل فردا منهم لحاله لتأسيس حياته من جديد وبالشكل الذي رسمه هو لنفسه وتمناه لنفسه. فكل فرد منا في هذه الحياة يسعى ويشقى في عمله بجد للوصول لمبتغاه الرئيسي والذي بلاشك يرفعه شأنا بين الناس والمجتمع ككل كعضو فعال في مجتمعه . فالعمل الدؤب لوجه الله فيه توفيق ومنفعه لنا قبل الناس وفيه خير لكل جيل يأتي من بعدنا .. فكما أستنفعنا من أنجازات أبائنا بجدهم وصبرهم للوصول الحقيقي لمعنى الوجود كذلك سوف ينتفع أبناءنا من ذالك ..
بقيت على حالي أتصفح الأوراق والتي قسى عليها الدهر أرفع أحِداها لأمسح عنها الغُبار وأجرد الثانيه من بين الكتب لفتت في ناظري ورقه من بين تلك الأوراق فنتابني فضول لأقراءة محتواها .. فكانت رسالة من أحد الأخوه الأعزاء وكان يدرس في بيروت أرض الجمال..
يقول فيها بختصار لقد كنت عازماً على البقاء أكثر في بيروت لإكمال دراستي ولكن حال أبي قد سائت كثيراً فعزمت على الرجوع قريباً يا أخي .. فهل لا ساعدتني في ذالك فالحال هذه الإيام أصعب مما تتصور .. أحتاج بعض النقود يا أخي العزيز لكي أرجع للديار في أقرب فرصه فأكن لك من الشاكرين وأنت كفؤً لذلك .. إلى هنا وأنتهت الرساله فما كانت إلا ساعات قليله فأرسلة له ماكان يريد ..
كثيره هي الاوراق كثيره هي الكتب والرسائل وفكلها تحمل ذكريات .. من بينها كان كتاب أسمه (الرجل الأبيض) للكاتب جوزيف ساسكو الروسي الأصل والذي كان يتحدث بشكل مباشر عن بياض قلب الرجل وتفاعله مع الحياة العمليه والعلميه و كيف يكون الرجل عاطفيا بمعنى أن الرجل العاطفي يجب أن يحدر من هذه العاطفه وتوظيفها في محلها الصحيح المباشر لا أن يوظفها في محل قد تسيئ له في المستقبل فالعاطفه نعمه قد انعم الله بها علينا جميعاً ويجب أن نعرف كيف نتعامل معها بشكل صحيح ..
في هذه الإثناء وأنا أتصفح ذكريات هذا الكتاب رن جرس المنزل فهرعت لأرى من وراء الباب ففتحت الباب فأصابتني الدهشه. فقد كان صديقي الصدوق منصور أحمد بعد تحية الإشتياق والسلام دعوته للدخول إلى المنزل .. فجلسنا بجنب تلك الكومه من الاوراق المبعثره على المكتب فرأى منصور ذلك المنظر فضحك وقال ما هذه الأوراق يا أباحسن أظن ورائها ذكريات كثيره أليس كذلك .. فضحكت بدوري وأجبته بلا ياصديق الدرب فأنت موجود بين تلك الاوراق والرسائل ولك بصمات حقيقيه وجميله في معضمها فدعنا نبحر ونغوص في ماضينا الجميل يا أبا أحمد . جلسنا نقلب الأوراق ونتذكر ماضاً بعيد قد جمعنا مع كل الأحبه والأصدقاء في أوقات مفرحه وأوقات حزينه. فكانت كل ورقه نرفعها ترتسم في محيانا حالها حزين كان أم مفرح ولكن تبقى ذكرى قد عشناها في هذا العالم المليئ بالأحداث .. الخلاصه .. أن الزمن يتغير مع مرور عقارب الساعه من اليسار إلى اليمين بدون توقف فنكبر وتكبر فينا الأيام ولكن الجميل أن ماكتب على الورق يبقى محفوظ في الورق وأن تغير الزمان والمكان. فماضينا جميل إذا دوناه في قلوبنا قبل الأوراق لكي تقرأه تلك الأجيال القادمه فتعرف من نحن وكيف كنا وكيف أصبحنا فقط بتدوين ماضينا الحزين السعيد والذي يحتوي على عبر ودروس كثيره يستفاد منها ..
فكلها ذكريات قد عشناها ونفتخر بما فيها من صعود ونزول نجاح وفشل فأنا اليوم جالسا بين أوراقي وغدا بلا شك سوف يجلس أبني بينها ليرى كيف كان أبيه وكيف كان ماضيه ..
2010-4-21
أول يوم في السكن الجديد- الهند
...read more ⇒